يخاطب ليسمع الحاضرين، فيشيع هذا في الموسم، فيشتهر في البلدان، ويحفظه من تأخر في الأقطار، ومراده بهذه العبارة أنه لا يضر ولا ينفع بذاته، فلا يمنع من أن المقبل والمستلم ينتفع بالثواب من حيث كونه ممتثلا لأوامر الشرع. قال الحافظ ابن حجر. وإنما شرع تقبيله اختبارا وابتلاء، ليعلم بالمشاهدة طاعة من يطيع، وذلك شبيه بقصة إبليس حيث أمر بالسجود لآدم. يقول عمر: (لولا أني رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقبلك ما قبلتك) ومعناه لولا الاقتداء لم يحصل مني تقبيل لك، فكأنه خرج من بين الأحجار باعتبار تقبيله صلى الله عليه وسلم فصار جنسا آخر، لأنهم قد ينزلون نوعا من أنواع الجنس بمنزلة جنس آخر، باعتبار اتصافه بصفة خاصة به، لأن تغاير الصفات بمنزلة تغاير الذوات، والسنة أن يستلمه الزائر فيمسحه ويقبله بفمه من غير صوت، فقد كان الرسول يضع شفتيه عليه طويلا ولا يسمع له صوت.
-[ويؤخذ من الحديث: ]-
1 - أن تقبيل الحجر الأسود سنة.
2 - اتباع النبي صلى الله عليه وسلم فيما يفعله ولو لم تعلم الحكمة فيه.
3 - دفع ما وقع لبعض الجهال من أن في الحجر الأسود خاصية ترجع إلى ذاته.
4 - بيان السنن بالقول والفعل.
5 - أن الإمام إذا خشي من فعله فساد اعتقاد بادر ببيان الأمر وتوضيح الحكم.
6 - منع تقبيل ما لم يرد الشارع بتقبيله من الأحجار وغيرها، فلا يجوز تقبيل الأعتاب والأبواب وما يوضع على القبور من الأستار.