وأهل الصحابة بالحج مفردا، فأمر الرسول صلى الله عليه وسلم أصحابه بأن يتحللوا من إحرامهم بالحج بعمل عمرة، فيطوفوا بالبيت، ويسعوا بين الصفا والمروة، ويقصروا، فإذا جاء اليوم الثامن من ذي الحجة أحرموا بالحج من مكة، ولما تعجب الصحابة من هذا الأمر قال لهم صلى الله عليه وسلم لولا أني سقت الهدي لفعلت الذي أمرتكم به، أما وقد ساق الهدي فلا يتحلل حتى يذبح الهدي في محله، فطابت نفوسهم ورسخت عقيدتهم، وفعلوا ما أمروا به.
-[المباحث العربية]-
(أنه حج) أن وما دخلت عليه في تأويل مصدر نائب فاعل فعل محذوف تقديره، روي عن جابر حجه مع النبي صلى الله عليه وسلم.
(البدن) بضم الباء، وسكون الدال وضمها، جمع بدنه، وهي الناقة.
(وقد أهلوا بالحج مفردا) "مفردا" بفتح الراء حال من "الحج" والجملة حال أيضا.
(وبين الصفا والمروة) الظرف متعلق بمحذوف تقديره، وبالسعي بين الصفا والمروة.
(أقيموا حلالا) نصب على الحال، بمعنى محلين.
(إذا كان يوم التروية) "كان" تامة، ويوم التروية هو اليوم الثامن من ذي الحجة، سمي بذلك لأنهم كانوا يرتوون فيه من الماء، ويتزودون منه ليوم عرفة وما بعده.
(فأهلوا بالحج) بكسر الهاء، أي فأحرموا بالحج من مكة.
(واجعلوا التي قدمتم بها متعة) أي اجعلوا الحجة المفردة التي أهللتم بها عمرة، وقد أطلق على العمرة متعة مجازا مرسلا، لأن المتعة هي الإتيان بالعمرة ثم بالحج، والمراد هنا العمرة فقط.
(كيف نجعلها) كيف اسم استفهام في محل نصب على الحال والاستفهام للتعجب.