تعمل رضي الله عنها بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم "اتقوا النار ولو بشق تمرة" لقد قالها لها يوما" يا عائشة. استتري من النار ولو بشق تمرة، فإنها تسد من الجائع مسدها من الشبعان"، أي إن اليسير يستر الفقير ويسد منه مسدا.

آمن الصحابة بهذه الحقيقة، فنافس الفقراء الأغنياء، لقد جاء عبد الرحمن بن عوف إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله عندي ثمانية آلاف، تركت منها أربعة لعيالي وجئت بأربعة أقدمها إلى الله تعالى، وسمعه عاصم بن عدي الأنصاري، فقال: يا رسول الله، عندي سبعون وسقا من تمر، أحتفظ بنصفها لعيالي، وأقدم نصفها في سبيل الله، وسمعهما الرجل الفقير، أبو عقيل الأنصاري، فقال: يا رسول الله. ما لي من مال، غير أني أجرت نفسي البارحة من بني فلان على صاعين من تمر، فتركت صاعا لعيالي، وجئت بصاع أتقرب به إلى الله تعالى.

وحينئذ قال صلى الله عليه وسلم "سبق درهم مائة ألف درهم. فقال رجل: وكيف ذاك يا رسول الله؟ قال: رجل له مال كثير، أخذ من عرضه مائة ألف درهم تصدق بها، ورجل ليس له إلا درهمان، فأخذ أحدهما فتصدق به".

شرط واحد لقبول الصدقة قبولا حسنا، ومضاعفة ثوابها، هو أن تكون من مال حلال طيب، لأن الله طيب لا يقبل إلا طيبا.

-[المباحث العربية]-

(من تصدق بعدل تمرة) جمهور أهل اللغة على أن العدل بفتح العين المثل، وبكسرها الحمل، لذا ضبط هنا للأكثر بالفتح، وقال الكسائي: بفتح العين وكسرها بمعنى، كما أن لفظ المثل لا يختلف. أهـ. واختار التمرة مثلا لأنها أقل قوت وأطيبه.

(من كسب طيب) المراد من الكسب المكسوب، أي من مكسوب طيب

طور بواسطة نورين ميديا © 2015