27 - عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من آتاه الله مالا فلم يؤد زكاته مثل له ماله يوم القيامة شجاعا أقرع له زبيبتان يطوقه يوم القيامة ثم يأخذ بلهزمتيه يعني بشدقيه ثم يقول أنا مالك أنا كنزك ثم تلا {ولا يحسبن الذين يبخلون} الآية

-[المعنى العام]-

على العاقل أن يعلم أن المال مال الله هو الذي أعطاه إياه وأودعه أمانة عنده إن شاء زاده وإن شاء أخذ ما أعطى وهو جل شأنه حين أودعه عند الإنسان أمره أن يخرج منه ربع العشر للفقراء والمساكين وكان من السهل أن يعطي جل شأنه الفقير من غير واسطة الغني وكان من السهل أن يجعل الكل أغنياء لا يحتاج الناس إلى الناس ولكنها الحكمة اقتضت أن يكون البعض أغنياء والبعض فقراء ليمتحن الغني فيما عنده من وديعة أيعمل فيها بأمر المودع معترفا بحقه فيها وبفضله أم يقول عنها كما قال قارون {إنما أوتيته على علم عندي} لذا نجد القرآن الكريم يذكر الغني دائما وكلما طلب منه الإنفاق -بأن المال ليس ماله وإنما هو مال الله منه بداية وله حالا ونهاية والإنسان فيه مستخلف {وأنفقوا مما جعلكم مستخلفين فيه} {أنفقوا مما رزقكم الله} والحديث الشريف يبدأ بهذه الحقيقة "من آتاه الله مالا"

ولكن طبيعة الإنسان الجاهلة ونظره القاصر يخيل إليه أن ما في

طور بواسطة نورين ميديا © 2015