راحلته فاندقت عنقه ومات
وكانت الحادثة الأولى لميت محرم يقف بعرفة أمام الرسول صلى الله عليه وسلم وكان لا بد أن يعلم أصحابه ما ينبغي في مثل هذه الحالة كيف يغسلونه؟ وكيف يحنطونه وكيف يكفنونه وما مصير محرمات الإحرام وعلمهم الرسول الكريم الذي لا ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى قال لهم اغسلوه بماء وسدر كما تغسلون موتاكم وكفنوه في ثيابه التي كان يلبسها وقت إحرامه وقبل موته وأبقوا مظاهر الإحرام ومحرماته لا تحنطوه امتنعوا عن تطييبه وأبقوا رأسه مكشوفة لا تغطوها بكفنه فإنه يبعث يوم القيامة محرما يقول لبيك اللهم لبيك لبيك لا شريك لك لبيك
-[المباحث العربية]-
(بينما رجل واقف) "بين" ظرف زمان زيدت عليها "ما" وتضاف للجمل وهي منصوبة بمعنى المفاجأة في "إذ وقع" والتقدير فاجأ الوقوع رجلا وقت وقوفه والمراد من الوقوف الكينونة والوجود وليس ضد الجلوس لأنه كان على ناقته ويمكن أن يراد من الوقوف السكون عن الحركة بسكون ناقته عن المشي ولم يعرف اسم هذا الرجل قيل وكان وقوفه عند الصخرات في عرفة
(إذ وقع عن راحلته فوقصته- أو قال فأوقصته) الشك من الراوي عن ابن عباس في أي اللفظين صدر عن ابن عباس والوقص كسر العنق وهو المعروف عند أهل اللغة أما "أوقصته" من الإيقاص فهو شاذ ومعناه صرعته فكسرت عنقه وفي رواية "فأقصعته -أو فأفصعته" بالقاف أو بالفاء والمعنى قتلته في الحال وضمير الفاعل يحتمل أن يكون للوقعة المفهومة من "وقع" والأولى أن يكون للراحلة لرواية للبخاري "أن رجلا وقصه بعيره" على معنى أنه كان سببا في وقوعه وكسر عنقه أو على معنى أنه أصابه بعد وقوعه
(اغسلوه بماء وسدر) السدر ورق شجر النبق وكان يوضع في ماء