وهذا الحديث يعلن فضل مسجد الرسول صلى الله عليه وسلم بالمدينة وان الصلاة فيه لها من الأجر والثواب ما ليس لألف صلاة في مسجد آخر باستثناء المسجد الحرام بمكة فإن الصلاة فيه بمائة صلاة في مسجد المدينة فهي بمائة ألف صلاة في المساجد الأخرى غير مسجد المدينة وغير المسجد الأقصى كما جاء في الأحاديث
ومن أجل هذا الفضل شرع السفر للصلاة في هذه المساجد وصح الحديث "لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد المسجد الحرام ومسجد الرسول صلى الله عليه وسلم بالمدينة ومسجد الأقصى"
فيا سعادة من حظي بهذا الفضل وبالصلاة الخالصة المقبولة في هذه البقاع الشريفة الفاضلة
-[المباحث العربية]-
(صلاة في مسجدي هذا) ظاهر التنكير في "صلاة" يعم الفريضة والنافلة وخصها بعضهم بالفريضة وخصها آخرون بالنافلة وسيأتي التفصيل في فقه الحديث والمراد من المسجد في "مسجدي" مسجد الرسول صلى الله عليه وسلم بالمدينة والإشارة حضورية للتأكيد
(خير من ألف صلاة فيما سواه) "فيما سواه" الجار والمجرور متعلق بمحذوف صفة "صلاة" أي خير من ألف صلاة كائنة فيما سواه
(إلا المسجد الحرام) أي المحرم كقولهم كتاب بمعنى مكتوب قيل: المراد به كل الحرم أي مكة وما يحيط بها بما يقرب من خمسة أميال في بعض الجهات وقيل المراد به الموضع الذي يصلي فيه دون البيوت وغيرها من أجزاء الحرم وخصه جماعة بالكعبة وهو بعيد
وهذا الاستثناء يفيد صورا ثلاثا لأن معناه إلا المسجد الحرام فليس مسجدي خيرا منه بألف بل مسجدي خير منه بأقل من ألف أو بل مسجدي مساو له أو بل هو خير من مسجدي وسيأتي تحديد المراد في فقه الحديث