وأريق دمه" وبلفظ "إلا من لا يرجع بنفسه ولا ماله" وبلفظ "إلا من عفر وجهه في التراب"

-[فقه الحديث]-

السبب في امتياز عشر ذي الحجة بكون الطاعات فيه أفضل منها في غيره هو اجتماع أمهات العبادة فيه وهي الصلاة والصيام والصدقة والحج ويوم عرفة ولا يتأتى ذلك في غيره وهذه الأفضلية ثابتة لأيام العشر ولياليها وإنما اقتصر في الحديث على ذكر الأيام لأن الأيام إذا أطلقت دخلت فيها الليالي تبعا وقد أقسم الله تعالى بها فقال {والفجر وليال عشر}

وقد ورد في رواية كريمة عن الكشميهني بلفظ "ما العمل في أيام العشر أفضل من العمل في هذه الأيام" بتأنيث اسم الإشارة مع إبهام الأيام ففهم بعضهم نظرا إلى أن البخاري وضع الحديث المذكور تحت "باب فضل العمل في أيام التشريق" أن البخاري فسر الأيام المبهمة في هذا الحديث بأنها أيام التشريق وفسر العمل بالتكبير وهذا يقتضي تفضيل العمل في أيام التشريق على العمل في الأيام العشر الأوائل من ذي الحجة حتى إن بعضهم وجه ذلك بأن أيام التشريق أيام غفلة والعبادات في أوقات الغفلة أفضل من غيرها كالقيام في جوف الليل والناس نيام وبأنه وقع فيها محنة الخليل بولده عليهما السلام ثم من عليه بالفداء

ولكن الصحيح غير هذا فإن تلك الرواية شاذة انفرد بها كريمة وحده مخالفا لسائر رواة صحيح البخاري وغيره من الحفاظ والمعنى الذي أخذ منها يعارضه المنقول من أن العمل في الأيام العشر أفضل من العمل في غيرها من أيام السنة بدون استثناء شيء وإذا كان العمل فيها أفضل لزم أن تكون أيامه أفضل من بقية الأيام حتى يوم الجمعة فيه أفضل منه في غيره لجمعه بين الفضيلتين وقد أخرج البزار وغيره عن جابر مرفوعا "أفضل أيام

طور بواسطة نورين ميديا © 2015