بالدهن أو الزيت، ليزيل شعث رأسه ولحيته.
(أو يمس) "أو" لأحد الشيئين، والمعنى إن لم يجد دهنا، يمس من طيب بيته، ويحتمل أن تكون بمعنى الواو، وقد روي كذلك فلا مانع من الجمع بينهما، بأن يدهن ويمس من طيب بيته.
(فلا يفرق بين اثنين) يفرق بضم الراء، أي يفصل بين اثنين، وهو كناية عن التبكير، أي عليه أن يبكر فلا يتخطى رقاب الناس، قال الكرماني، أو المعنى لا يزاحم رجلين فيدخل بينهما، لأنه ربما ضيق عليهما، خصوصا في شدة الحر واجتماع الناس.
(ما كتب له) معناه يحتمل وجهين، أحدهما أن المراد بما كتب له ما فرض عليه من صلاة الجمعة، والثاني أن معنى "ما كتب له" أي ما قدر له أن يصلي فرضا أو نفلا.
(ثم ينصت) بضم أوله أو بفتح أوله، والمعنى يسكت عن الكلام. قال الأزهري "أنصت ونصت وانتصت" ثلاث لغات بمعنى واحد.
(إذا تكلم الإمام) أي إذا شرع في الخطبة.
(ما بينه وبين الجمعة الأخرى) أي بين يوم الجمعة الحاضرة وبين يوم الجمعة الأخرى. ويحتمل أن تكون الماضية قبلها، أو المستقبلة بعدها، لأن الأخرى تأنيث الآخر بفتح الخاء.
-[فقه الحديث]-
إنما أضاف الطيب إلى البيت ليؤذن بأن السنة أن يتخذ الطيب لنفسه ويجعل استعماله عادة له، فيدخره في البيت، وهذا بناء على أن المراد بالبيت حقيقته. أما إن جعل كناية عن زوجته، كما صرح في حديث ابن عمر عند أبي داود بذلك "أو يمس من طيب امرأته" فالمعنى على هذا إن لم يتخذ لنفسه طيبا فليستعمل من طيب امرأته، ثم إن وجد عنده ثيابا أحسن من التي يلبسها فليتجمل بها، لما ورد في حديث ابن عمر أيضا: "ويلبس من