أو عن الإبصار وهو الإخبار، عن طريق المجاز المرسل أيضا علاقته السببية والمسببية فيتحصل من الاستفهام والفعل طلب الإخبار المدلول عليه بلفظ أخبروني.
(لو أن نهرا) "لو" يقتضي أن يدخل على الفعل، وأن يجاب، لكنه وضع الاستفهام الآتي موضع جوابه، والتقدير لو ثبت أن نهرا صفته كذا وكذا لما بقي من الدرن شيء، والنهر بفتح الهاء وسكونها ما بين جنبتي الوادي سمي بذلك لسعته، وكذلك سمي النهار لسعة ضوئه، والمراد منه هنا نفس الماء تسمية للشيء باسم محله، وجملة "لو أن نهرا" ... مستأنفة لبيان الحال المستخبر عنها: كأنه لما قال: أرأيتم؟ قالوا: عن أي شيء تسأل؟ فقال: لو أن نهرا ... إلخ.
(بباب أحدكم) أي أمام أحدكم، فهو كناية عن قرب النهر وسهولته ويسره، والجار والمجرور متعلق بمحذوف صفة لنهر، أو خبر "أن".
(يغتسل فيه) الجملة حال من النهر بعد وصفه، أو من ضميره في متعلق الجار والمجرور، أو من "أحدكم" أو خبر بعد خبر.
(كل يوم خمسا) "خمسا" منصوب على المفعول المطلق المبين للعدد.
(ما تقول؟ ذلك يبقي من درنه؟ ) الخطاب لكل من يتأتى خطابه، وفي رواية "ما تقولون"؟ أي ماذا تظن فتقول أيها المخاطب؟ أو ماذا تظنون فتقولون؟ أذلك يبقي من درنه؟ والدرن الوسخ، وقد يطلق على الحب الصغير الذي يظهر في بعض الأحيان في بعض الأجسام، لكن المراد هنا الأول لرواية "فأصابه وسخ أو عرق، فكلما مر بنهر اغتسل فيه" و"من" في "من درنه" تبعيضية، والتقدير: أذلك الغسل يبقي بعض درنه؟ .
(قالوا: لا يبقي من درنه شيئا) كان من الممكن أن يقولوا: لا. لكنهم صرحوا بمضمون الجواب للتأكيد والمبالغة في نفي الدرن. و"يبقي" بضم الياء وكسر القاف، والفاعل ضمير مستتر يعود على الاغتسال و"شيئا" مفعول به و"من درنه" جار ومجرور متعلق بمحذوف حال من "شيئا" وأصله صفة له