(الميزان) هو الذي يوزن به في القيامة أعمال العباد والأصح أنه جسم محسوس ذو لسان وكفتين وفي كيفيته أقوال وفي هذا الجزء من الحديث المقابلة والموازنة في السجع لأنه قابل الخفة على اللسان بالثقل في الميزان وقال حبيبتان إلى الرحمن لأجل الموازنة بقوله على اللسان وحبيبتان وخفيفتان وثقيلتان صفات لقوله كلمتان كما مر وفي الرواية تقديم حبيبتان على ما بعدها وفي رواية "كلمتان خفيفتان على اللسان ثقيلتان في الميزان حبيبتان إلى الرحمن"

(سبحان الله) سبحان اسم مصدر لسبح بالتشديد وقياس مصدر فعل المشدد إذا كان صحيح اللام التفعيل كالتسليم والتكريم وقيل مصدر لأنه سمع له فعل ثلاثي وهو من الأسماء الملازمة للإضافة وقد يفرد فإذا أفرد منع الصرف للتعريف وزيادة الألف والنون وهو لازم النصب بفعل مقدر ولا يجوز إظهاره وإضافته إلى المفعول أي سبحت الله ويجوز أن يكون مضافا إلى الفاعل أي نزه نفسه والأول هو المشهور ومعناه تنزيه الله عما لا يليق به من كل نقص

(وبحمده) قيل الواو زائدة فهو مع سبحان الله جملة واحدة وقيل عاطفة أي وبحمده سبحته فذلك جملتان وقيل للحال أي أسبحه متلبسا بحمدي له من أجل توفيقه لي للتسبيح ونحوه والباء في قوله "بحمده" للملابسة والحمد مضاف للمفعول أي متلبسا بحمدي له كما تقرر وقيل للاستعانة والحمد مضاف للفاعل أي أسبحه بحمده إذ ليس كل تنزيه محمودا ألا ترى أن تسبيح المعتزلة اقتضى تعطيل كثير من الصفات وقيل للسببية أي أسبح الله وأثني عليه بحمده قال الخطابي المعنى وبمعونتك التي هي نعمة توجب على حمدك سبحتك لا بحولي وقوتي يريد أنه مما أقيم فيه المسبب مقام السبب

-[فقه الحديث]-

أراد النبي صلى الله عليه وسلم بقوله "كلمتان حبيبتان إلى الرحمن" أن قائلهما محبوب

طور بواسطة نورين ميديا © 2015