من دعواتهم فهو على رجاء الإجابة وقيل معنى قوله "لكلنبي دعوة" أي أفضل دعواته وله دعوات أخرى وقيل لكل منهم دعوة عامة مستجابة في أمته إما بإهلاكهم وإما بنجاتهم وأما الدعوات الخاصة فمنها ما يستجاب في الحال ومنها ما يؤخر إلى وقت إرادة الله عز وجل "وأريد أن أختبئ دعوتي" أي المقطوع بإجابتها "شافعة لأمتي" أي المذنبين منها "في الآخرة" وظاهر قوله "فجعلت دعوتي شافعة" الجزم بذلك وهو يتعارض مع قوله هنا "أريد أن أختبئ" وجمع الحافظ بينهما بقوله وبأنه صلى الله عليه وسلم أراد أن يؤخرها ثم عزم ففعل ورجا وقوع ذلك فأعلمه الله فجزم به وفي حديث أنس "لكل نبي دعوة فدعا بها فاستجيبت فجعلت دعوتي شفاعة لأمتي يوم القيامة" ومن كثرة كرمه عليه الصلاة والسلام أن آثر أمته على نفسه ومن صحة نظره أن جعلها في الدار الباقية دون الفانية وللمذنبين لاحتياجهم إليها دون الطائعين

-[ويستفاد من الحديث: ]-

1 - فضل نبينا على سائر الأنبياء حيث آثر أمته بدعوته المجابة ولم يجعلها أيضا دعاء عليهم بالهلاك كما وقع من غيره

2 - كمال شفقته بأمته ورأفته بهم واعتناؤه بالنظر في مصالحهم حيث جعل دعوته في أهم أوقات حاجتهم.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015