عمله بخمس وعشرين درجة، كان على المسلم أن يتحمل في سبيل الحصول على هذا الفضل ما يقابله من صعاب ومشاق، من الوضوء بالماء البارد في شدة البرد، ومن المشي طويلا لبعيد الدار عن المسجد، ومن انتظار الصلاة حتى تقام، ولكل من ذلك أجر.
فمن توضأ وأسبغ الوضوء وأحسنه، وتوجه نحو المسجد للصلاة لا يحركه ولا يدفعه إلا الرغبة في صلاة الجماعة مع الإمام في المسجد لم يخط خطوة إلا كان له بها حسنة، وإلا محي عنه بها سيئة، من حين يخرج من بيته إلى حين يدخل المسجد فإذا دخل المسجد وجلس ينتظر الصلاة أعطاه الله ثواب الصلاة ما دام منتظرا لها، وقد سخر الله ملائكته أن تحضر جماعات المسلمين، فتدعو لمنتظري صلاتهم، تقول في دعائهم: اللهم اغفر لهم. اللهم ارحمهم. تظل تدعو للمنتظر ما دام متطهرا ما لم يحدث.
-[المباحث العربية]-
(وصلاته في سوقه) المراد محل عمله.
(فأحسن الوضوء) إحسان الوضوء إتمامه وإكماله وإسباغ أعضائه.
(لا يريد إلا الصلاة) في بعض الروايات "لا ينهزه إلا الصلاة" أي لا يقيمه ولا يحركه ولا يجعله ينهض إلا الصلاة في جماعة.
(لم يخط خطوة) "يخط" بفتح الياء وسكون الخاء وضم الطاء، و"خطوة" فيها ضم الخاء وفتحها.
(فإذا دخل المسجد كان في صلاة) في ثواب صلاة، لا في حكمها، إذ يحل له الكلام وغيره مما يمنع في الصلاة.
(ما كانت تحبسه) "ما" مصدرية دوامية، أي مدة كون الصلاة تحبسه.
(وتصلي الملائكة عليه) الصلاة من الملائكة الدعاء.
(ما دام في مجلسه الذي يصلي فيه) كأنه خرج مخرج الغالب،