الإمارة بهذه الطريقة ندامة نعم قد ترضع صاحبها بعض الوقت وتنفعه بالمال والجاه ونفاذ الكلمة ولكنه لا محالة سيفطم وسيفصل عنها بالعزل أو بالموت فتكون الندامة والحسرة ولقاء الجزاء فلا ينبغي لعاقل أن يفرح بلذة يعقبها حسرات
-[المباحث العربية]-
(إنكم ستحرصون على الإمارة) الخطاب للصحابة ومن بعدهم والمراد من الإمارة ما يشمل الإمامة العظمى وجميع الرئاسات
(فنعم المرضعة وبئست الفاطمة) المخصوص بالمدح والذم محذوف لتقدم ما يدل عليه والفاء فصيحة في جواب وشرط التقدير إذا كانت الإمارة ندامة فنعم المرضعة الولاية وبئست الفاطمة هي وأسقطت التاء من نعم وألحقت لبئس تفننا وألا فالحكم فيهما واحد وهو أنه يجوز التأنيث وتركه إذ أن الفاعل مؤنث مجازي فيهما فضلا عن أن الحكم الخاص بنعم وبئس هو جواز تذكيرهما وتأنيثهما ولو كان الفاعل اسما ظاهرا حقيقي التأنيث تقول نعم المرأة هند ونعمت المرأة هند وقيل النكتة في ذلك أن إرضاعها هو أحب حالتيها إلى النفس وفطامها أشق الحالتين عليها فهو مبغوض لها والتأنيث أبغض حالتي الفعل والتذكير أشرف حالتيه فجعل أشرف حالتي الفعل مع الحالة المحبوبة وأبغض حالتيه مع الحالة المبغوطة وفي الحديث استعارة تبعية حيث شبه نفع الولاية صاحبها بالجاه والمال ونفاذ الكلمة والالتذاذ بذلك بالإرضاع واشتق من ذلك مرضعة بمعنى نافعة وشبه انقطاع فوائد الولاية وانفصاله عنها بموت أو غيره بالفطام عن الرضاع واشتق من ذلك فاطمة بمعنى قاطعة للنفع
-[فقه الحديث]-
يذم الحديث الحرص على الإمارة والسعي للحصول عليها لما يترتب على ذلك من مضار منها