-[المعنى العام]-
يحذر النبي صلى الله عليه وسلم من أن يسكت المرء على المنكرات والمعاصي وإن كان لم يفعلها بنفسه ولكن قومه وبني وطنه يأتونها سرا وجهرا ولا ينكر عليهم يحذر النبي أمثال هذا بأن العقاب ينزل عليهم عقوبة لهم على سيئ أعمالهم يصيبهم جميعا صالحا وطالحا وإن كان جزاؤهم في الآخرة سيكون مختلفا على حسب أعمالهم وإذا كان ذلك الشأن مع من سكت عن النهي فكيف بمن داهن فكيف بمن رضي فكيف بمن عاون نسأل الله السلامة
-[المباحث العربية]-
(أصاب العذاب) الجملة جواب إذا والعذاب الثاني هو الأول إذ النكرة إذا أعيدت معرفة كان الثاني عين الأول
(ثم بعثوا) بالبناء للمجهول أي بعثهم الله يوم القيامة
-[فقه الحديث]-
لقد أراد النبي صلى الله عليه وسلم بقوله "من كان فيهم" ذلك الذي يكون مع العصاة وإن لم يعمل بعملهم وليس على منهاجهم فالمعنى أن العذاب يصيبهم حتى الصالحين منهم ثم يبعث كل واحد على حسب عمله إن كان صالحا فعقباه صالحة وإلا فسيئة وذلك العذاب طهرة للصالحين وزيادة في درجاتهم ونقمة على الفاسقين فلا يلزم من الاشتراك في الموت الاشتراك في العذاب بل يجازى كل بعمله على حسب نيته وهذا من الحكم العدل لأن أعمالهم الصالحة إنما يجازون عليها في الآخرة وأما في الدنيا فما أصابهم من بلاء فهو تكفير لما قدموه من عمل سيئ كترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر أو رفع لدرجاتهم أما أخذ الأطفال فهو لتكفير سيئات آبائهم أو رفع درجاتهم
-[ويدل الحديث على: ]-
1 - أن الهلاك يعم الطائع مع العاصي