الذي يعم أفراد المؤمنين وأما الإلهام فمختص ببعضهم فضلا عن قلة وقوعه وظاهر الاستثناء أن الرؤيا نبوة أو جزء من النبوة حقيقة وليس كذلك بل المراد تشبيه الرؤيا بالنبوة في الصدق والتعبير بالمبشرات خرج مخرج الغالب وإلا فمن الرؤيا ما تكون منذرة وهي صادقة يريها الله تعالى لعبده المؤمن لطفا به ليستعد لما يقع قبل وقوعه وعند أحمد من حديث أبي الدرداء عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله تعالى {لهم البشرى في الحياة الدنيا وفي الآخرة} قال "الرؤيا الصالحة يراها المسلم أو ترى له" وعند ابن جرير من حديث أبي هريرة قال "البشرى في الدنيا الرؤيا الصالحة يراها العبد أو ترى له وفي الآخرة الجنة" ويدل الحديث على صدق الرؤيا الصالحة وأنها جزء من النبوة وفيض من العلي الكريم حيث يبين لعباده ما عسى أن يقع بهم من خير أو شر
-[والحاصل أن ما يراه النائم على أنواع: ]-
1 - نوع يكون تخليطا بصور غير متناسقة ولا مرتبطة الأجزاء ويسمى بالهواجس
2 - ونوع يصدر عن هوى النفس وعن صور مكبوتة في اليقظة تظهر عند انطلاقها في النوم حيث لا حدود ولا رقيب وهذا النوع هو محل اهتمام علماء النفس
3 - ونوع غير هذين النوعين وهو ما يعني به الشرع وهو قسمان بشير ونذير ومنه الصحيح الذي لا يحتاج إلى تأويل كرؤيا ملك يوسف وصاحبي السجن والناس إزاء هذا النوع على ثلاث درجات الأنبياء ورؤياهم كلها صدق وقد يقع فيها ما يحتاج إلى تعبير والصالحون والأغلب على رؤياهم الصدق وقد يقع فيها ما لا يحتاج إلى تعبير وغيرهم ويقع في رؤياهم الصدق والأضغاث وتغلب الأضغاث مع الفسقة ويندر الصدق مع الكفار.