أوردها بالجملة الإسمية المشعرة بثبوت الصفة وبتنكير التعظيم فالمراد من يفعل كبيرة

(في الحرم) أل فيه للعهد والمراد الحرم المكي لأن سبب الحديث أن رجلا قتل رجلا بالمزدلفة في غزوة الفتح

(مطلب) بضم الميم وتشديد الطاء مفتعل من الطلب وأصله "متطلب" فأبدلت التاء طاء وأدغمت في الطاء أي المبالغ في الطلب أو المتكلف له

(ليهريق) بضم الياء وفتح الهاء ويجوز إسكانها أي يريق

(سنة الجاهلية) طريقة أهل الجاهلية الذميمة

-[فقه الحديث]-

في الحديث إشارة إلى أن عقاب الكبيرة الواقعة في الحرم أشد من عقابها في غيره وظاهر سياق الحديث أن فعل الصغيرة في الحرم أشد من فعل الكبيرة في غيره وهو مشكل فيتعين أن المراد بالإلحاد فعل الكبيرة ويؤخذ ذلك من سياق الآية فإن الإتيان بالجملة الإسمية يفيد ثبوت الإلحاد ودوامه والتقييد بالظلم والتصريح بالظرفية وتنوين التعظيم في الحاد أي من يكون إلحاده عظيما وجعل بعضهم من خصوصيات الحرم أن يعاقب ناوي الشر فيه أخذا من قوله تعالى {ومن يرد فيه بإلحاد بظلم نذقه من عذاب أليم} بل قال ابن مسعود ما من رجل يهم فيه بسيئة إلا كتبت عليه وسنة الجاهلية اسم جنس يعم جميع ما كان عند أهل الجاهلية والمراد هنا ما جاء الإسلام بتركه من الطيرة والكهانة وأخذ الجار بجاره وأن يكون له الحق عند شخص فيطلبه من غيره والمراد من المطلب دم امرئ الطالب الذي ترتب على طلبه المقصود وهو هنا الإراقة لأن من طلب ولم ينل مقصوده المترتب عليه لا يكون بهذه المنزلة أو ذكر الطلب ولم يذكر الفعل ليكون الزجر عن الفعل بطريق الأولى واحترز بقوله {بغير حق} عمن يطلب بحق كطلب القصاص من القاتل عدوانا

طور بواسطة نورين ميديا © 2015