-[المعنى العام]-

يحذر الرسول صلى الله عليه وسلم العصاة بصفة عامة والمشركين بصفة خاصة من عذاب النار وشدته وبالغ أثره فيقول إن أخف أهل النار عذابا يوم القيامة رجل يقف في نار تبلغ الكعبين فكأنه يلبس نعلين من نار وأهون منه رجل يوضع تحت باطن قدميه الذي لا يصل إلى الأرض عند المشي جمرتان من نار يغلي منهما دماغه ويفور كما يغلي القدر بالماء فيقول الله تبارك وتعالى له لو أنك لك ما في الأرض من شيء أكنت تفتدي به فيقول نعم فيقول أردت منك أهون من هذا ألا تشرك بي شيئا فأبيت إلا أن تشرك بي

-[المباحث العربية]-

(رجل يوضع على أخمص قدميه جمرتان) الأخمص بفتح الهمزة والميم وقد تضم الميم ما لا يصل إلى الأرض من باطن القدم وعبر هنا بعلى من أن الجمرة تكون تحت القدم للإشارة إلى تمكن الجمرة من قدمه كتمكن المستعلي من المستعلى عليه وقد وقع في بعض الروايات "رجل توضع في أخمص قدميه جمرة" بالإفراد فيحتمل أن يكون الاقتصار على الجمرة للدلالة على الأخرى لعلم السامع بها بقرينة القدمين كما إذا قلت ضربت ظهر ترسيهما فإنه لا بد من إرادة الظهرين

(كما يغلي المرجل والقمقم) المرجل بكسر الميم وفتح الجيم قدر من نحاس والقمقم بضم القافين إناء من نحاس ضيق الرأس له عروتان غالبا يسخن فيه الماء ويستقى به وهذه الرواية بواو العطف لا أشكال فيها إذ المقصود تشبيه غليان رأسه بغليان هذين الإناءين وكذلك جاء في رواية بلفظ "أو" بدل الواو فهي على الشك من الراوي أو على إرادة التنويع في التشبيه أي لك أن تشبه الرأس بالمرجل ولك أن تشبهه بالقمقم لكن المشكل رواية "كما يغلي المرجل بالقمقم" الذي هو إناء آخر وأجاب بعضهم عن هذا الإشكال بجعل الباء بمعنى مع وجوز بعضهم أن تكون

طور بواسطة نورين ميديا © 2015