(والخلق) بفتح الخاء وسكون اللام الخلقة والصورة وقد يراد به المخلوق فيشمل الأولاد والأتباع وكل ما يتعلق بزينة الحياة الدنيا
(إلى من هو أسفل) "هو" مبتدأ و"أسفل" خبره والجملة صلة "من" ويجوز في "أسفل" الرفع على الخبرية والنصب على الظرفية فيتعلق بمحذوف هو الخبر وهو في الأصل صفة لظرف محذوف والتقدير هو كائن في مكان أسفل منه قال تعالى {والركب أسفل منكم}
-[فقه الحديث]-
يوجهنا الحديث إلى وسائل الرضا والسعادة النفسية ومحاربة التحسر والجزع والهم والنكد ولا شك أن الشخص إذا نظر إلى من هو فوقه لم يأمن أن يؤثر ذلك فيه أسى وحسرة فدواؤه أن ينظر إلى من هو أسفل منه ليكون في ذلك شعور بأن نعمة الله وصلت إليه فوق كثير من الناس فيعظم اغتباطه ويشكر وكل إنسان في حالة خسيسة من الدنيا يجد من أهلها من هو أخس حالا منه وتقييد التفضيل بالمال والخلق للاحتراز عن التفضيل بالعلم والتقوى فإنه ينبغي للمرء أن ينظر إلى من فضل بشيء من ذلك ليستصغر حال نفسه فيطلب اللحاق به فيكون أبدا في زيادة تقربه من ربه فقد روى الترمذي "خصلتان من كانتا فيه كتبه الله شاكرا صابرا ومن لم تكونا فيه لم يكتبه الله شاكرا ولا صابرا من نظر في دينه إلى من هو فوقه فاقتدى به ومن نظر في دنياه إلى من هو دونه فحمد الله على ما فضله به عليه كتبه الله شاكرا صابرا ومن نظر في دينه إلى من هو دونه ونظر في دنياه إلى من هو فوقه فآسف على ما فاته لم يكتبه الله شاكرا ولا صابرا" وأخرج الحاكم والبيهقي "أقلوا الدخول على الأغنياء فإنه أحرى ألا تزدروا نعمة الله عز وجل" ومن رواية الترمذي والبيهقي تتبين علة الأمر بالنظر إلى من هو دوننا في المال وإنها خوف الأسف على ما فات وازدراء نعمة الله ولا يبعث الحديث على الكسل في طلب الرزق ولا يمنع من التأسي بالعاملين للوصول إلى حالة أفضل إنما يطلب أن يأخذ الإنسان في