صلاته" ترجحان أن المراد صلاة النافلة، بل تكادان تكونان نصا في ذلك.
وعمم الإمام النووي خيرية الصلاة في البيوت في جميع النوافل، راتبة الفرائض والمطلقة، ولم يستثن إلا النوافل التي هي من شعائر الإسلام، وهي العيد والكسوف والاستسقاء، وكذا التراويح على الأصح، وبعضهم استحب الرواتب في المسجد، وقصر البيوت على النفل المطلق.
ومن فوائد الصلاة في البيوت تبركها بالصلاة، ونزول الرحمة فيها وحضور الملائكة، ونفرة الشيطان منها، وقال القاضي عياض: إنما أمرنا بالصلاة في البيوت لأن النوافل في البيوت أبعد عن الرياء، وأصون من المحيطات، ولما ورد في الحديث "توروا بيوتكم بذكر الله تعالى، وأكثروا فيها تلاوة القرآن، ولا تتخذوها قبورا كما اتخذها اليهود والنصارى، فإن البيت الذي يقرأ فيه القرآن يتسع على أهله، ويكثر خيره، وتحضره الملائكة وقد حصن من الشياطين" رواه الطبراني.
-[ويؤخذ من الحديث: ]-
1 - أخذ منه بعضهم من مقارنة البيوت والقبور أن الحي أفضل من المبيت، وأن في طول العمر في الطاعة فضيلة.
2 - الندب إلى الصلاة في البيوت.
3 - الندب إلى ذكر الله تعالى في البيوت، وأنه لا يخلى من الذكر فيه.
4 - استدل به بعضهم على كراهة الصلاة في المقابر.
5 - استدل به بعضهم على منع الدفن في البيوت، ويؤيده حديث سلم "لا تجعلوا بيوتكم مقابر" وأجازه بعضهم مستدلا بدفن الرسول صلى الله عليه وسلم في بيته، الذي كان يسكنه أيام حياته، ورد هذا بجواز أن يكون من خصائصه صلى الله عليه وسلم، وأن كل نبي يدفن حيث يقبض، ورد هذا الرد بدفن أبي بكر وعمر في بيت عائشة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأجيب بأن هذا خاص بصحبتهما لرسول الله صلى الله عليه وسلم.