-[المعنى العام]-
بين الشرع في الحديث السابق ما ينبغي من بر الوالدين ومن العناية بالأم بصفة خاصة ويبين في هذا الحديث ما ينبغي أن يتقي من عقوقهما وإيذائهما بأي نوع من أنواع الإيذاء قل أو كثر قصد أو لم يقصد ووجها به أو لم يواجها به فيقول صلى الله عليه وسلم إن من أكبر الذنوب أن يشتم الرجل والديه ويستعظم الصحابة هذا الفعل القبيح ويستبعدونه لأن الطبع السليم يأباه فيقول قائلهم أو يحدث ذلك يا رسول الله وكيف يحدث فيقول صلى الله عليه وسلم ليس شرطا أن يتعاطى سبهما مباشرة فقد يتسبب فيه فيسب أبا رجل آخر فيسب هذا الآخر أباه ويزيد المسبوب شتم أم الساب أو يسب أمه فيسب أمه فمن فعل ذلك فكأنما سب والديه فما أرفع آداب الإسلام وما أبعد المسلمين عنها في هذا العصر الذي نسمع فيه عن ضرب الأمهات وذبح الأباء من أجل عرض حقير فاللهم العفو والعافية في الدين والدنيا يا رب العالمين
-[المباحث العربية]-
(إن من أكبر الكبائر أن يلعن الرجل والديه) المصدر المنسبك من أن والفعل اسم أن والجار والمجرور خبرها واللعن من الله الطرد من الرحمة والإبعاد عن الخير ومن الخلق الدعاء بذلك وقد لا يقصد الدعاء بذلك بل يقصد مطلق السب والشتم وهو المراد هنا
(وكيف يلعن الرجل والديه) كيف اسم استفهام مبني على الفتح في محل النصب على الحال والاستفهام استبعادي والمعنى على أية حال يلعن الرجل والديه نستبعد أن يحدث ذلك
-[فقه الحديث]-
يدل الحديث على أن الكبائر متفاوته بعضها أكبر من بعض وهو رأي الجمهور ويدل كذلك على انقسام الذنوب إلى كبائر وصغائر وهو