الناس بحسن صحابتك أمك وروي بالنصب بإضمار فعل تقديره الزم أو احفظ أمك
(ثم من) مبتدأ والخبر محذوف والجملة معطوفة على جملة محذوفة والتقدير قال أحق الناس أمك ثم أحق الناس أمك وفي رواية بدون عاطف مع الأم في المرتين وذكره مع الأب
-[فقه الحديث]-
في الحديث دلالة على أن محبة الأم والشفقة عليها ينبغي أن تكون ثلاثة أمثال محبة الأب لأنه صلى الله عليه وسلم كررها ثلاثا وذكر الأب في الرابعة وكأن ذلك لصعوبة الحمل ويتبعه الوضع ثم الرضاع ويتبعه الفطام فهذان تنفرد بهما الأم وتشقى ثم تشارك الأب في التربية وقد وقعت الإشارة إلى ذلك في قوله تعالى {ووصينا الإنسان بوالديه حملته أمه وهنا على وهن وفصاله في عامين} فسوى بينهما في الوصاية وخص الأم بالحمل والفصال قال بعضهم ومن أسباب تقديم الأم على الأب ضعفها وعجزها فهي في حاجة إلى من يدافع عنها ويكفيها متاعب الحياة في الكبر هذا وتفضيل الأم على الأب في البر والطاعة، رأي جمهور العلماء حتى قال ابن بطال: إن لها ثلاثة أمثال ما للأب من البر وذهب بعض الشافعية إلى أن الأبوين سواء في الحق والبر وأجاب عن الحديث بأن التكرار للحث على عدم التهاون في حقها استنادا على ضعفها وشدة شفقتها والغرض من حسن الصحبة الطاعة والبر والإحسان ولو كان الأبوان كافرين إلا أن يأمرا بمعصية الله فقد قيل للحسن ما بر الوالدين قال تبذل لهما ما ملكت وتطيعهما فيما أمراك ما لم يكن معصية وهذا ما نص عليه التنزيل قال تعالى {وإن جاهداك على أن تشرك بي ما ليس لك به علم فلا تطعهما وصاحبهما في الدنيا معروفا} وروي أن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه قال كنت رجلا بارا بأمي فلما أسلمت