37 - عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال قال النبي صلى الله عليه "لا يتمنين أحدكم الموت من ضر أصابه فإن كان لا بد فاعلا فليقل اللهم أحيني ما كانت الحياة خيرا لي وتوفني إذا كانت الوفاة خيرا لي"
-[المعنى العام]-
إنما يقدم على الموت بالانتحار من فقد دينه وعقله ورجولته وشجاعته وإنما ينهار أمام شدائد الحياة من اتصف بالجبن والخور وضعف العزيمة وفساد التفكير والمؤمن ينبغي أن يكون أرفع من هذا العمل القبيح المزري بالإنسانية بل لا يليق به أن يتمنى الموت لضر أصابه مهما عظم فإن كان في شدة لا ينفس عنه إلا طلب الموت فليقل اللهم مد لي في حياتي ما دامت الحياة خيرا لي من الوفاة واقبضني إليك ما كانت الوفاة خيرا لي من الحياة
-[المباحث العربية]-
(لا يتمنين أحدكم) الخطاب للصحابة وينسحب الحكم على من بعدهم من المسلمين ولا ناهية والفعل مبني على الفتح لاتصاله بنون التوكيد في محل جزم وفي رواية "لا يتمنى" بإثبات الياء فلا نافية والفعل مرفوع خبر في معنى النهي وهو أبلغ من النهي الصريح لأنه قدر فيه أن المنهي قد امتثل وأن المنهي عنه قد نفي فأخبر عنه وفي رواية "لا يتمن" بحذف الياء ومن غير توكيد
(لضر أصابه) المراد من الضر ما يشمل المرض وغيره من أنواع الضر وجملة "أصابه" في محل الجر صفة لضر
(فإن كان -لا بد- فاعلا) فاعلا خبر كان واسمها يعود على المصاب المفهوم من الكلام السابق و"لا" نافية للجنس و"بد" اسمها والخبر محذوف والجملة معترضة بين كان وخبرها والتقدير فإن كان متمنيا الموت لا غنى عن التمني موجود فليقل إلخ