وهو البلاء وقال الحافظ ابن حجر يحتمل أن يكون جواب الشرط محذوفا والضمير في اعتدلت يعود على الريح والتقدير فإذا اعتدلت الريح استقامت الخامة ويكون قوله بعد ذلك (تكفأ بالبلاء) فوجه الشبه قبول العوارض التي تخرج الشيء عن اعتداله قهرا

(والفاجر كالأرزة) بفتح الهمزة وسكون الراء شجرة الصنوبر وهي مشهورة بالطول والغلظ وهي شعار جمهورية لبنان

(صماء) صلبة مكتنزة شديدة ليست بجوفاء ولا خوارة وفي (صماء معتدلة) النصب على الحال أو الرفع على الخبرية لمبتدأ محذوف

(حتى يقصمها الله) من القصم وهو الكسر عن إبانة بخلاف الفصم بالفاء فإنه كسر بدون إبانة ووجه الشبه بين الفاجر والأرزة قلة العوارض التي تخرج الشيء عن اعتداله حتى يأتيه الهلاك دفعة واحدة

-[فقه الحديث]-

يرمي الحديث إلى غرس الصبر في قلب المؤمن عند البلاء وبعث له على الرضا بالقضاء فإن الله تعالى يخص أولياءه بشدة الأوجاع والمصائب والآلام لما خصهم به من قوة اليقين وشدة الصبر والاحتساب ليكمل لهم ثواب طاعاتهم ويكفر عنهم سيئاتهم فليست المصائب والفقر والأحزان التي تصيب المؤمن ليست لهوانه على الله وإنما ليدخر له النعيم المقيم فالبلاء في مقابلة النعمة فمن كانت نعمة الله عليه أكثر كان بلاؤه أشد حتى قال عليه الصلاة والسلام "إن من أشد الناس بلاء الأنبياء ثم الذين يلونهم" وفي رواية "ثم الأمثل فالأمثل" فالجدير بالمؤمن أن يشكر الله على الضراء كما يشكره على السراء قال المهلب والمؤمنون أمام البلايا على أقسام منهم من ينظر إلى أجر البلاء فيهون عليه ومنهم من يرى أن هذا تصرف المالك في ملكه فيسلم ولا يعترض ومنهم من تشغله المحبة عن طلب رفع البلاء وهذا أرفع من سابقه ومنهم من يتلذذ به وهذا أرفع الأقسام

طور بواسطة نورين ميديا © 2015