فسمعناه يقْرَأ آيَة من كتاب الله تَعَالَى وَهُوَ يُرَدِّدهَا فقرعت عَلَيْهِ الْبَاب فأوجز فِي صلَاته وَقَالَ من هَذَا قلت أجب أَمِير الْمُؤمنِينَ فَقَالَ مَا لي ولأمير الْمُؤمنِينَ قلت سُبْحَانَ الله أما عَلَيْك طَاعَته فَنزل وَفتح الْبَاب ثمَّ ارْتقى إِلَى الغرفة فأطفأ السراج ثمَّ التجأ إِلَى زَاوِيَة وأخفى حسه فَجعلنَا نجول عَلَيْهِ بأدينا فسبقت كف الرشيد إِلَيْهِ فَقَالَ آه من كف مَا ألينها إِن نجت غَدا من عَذَاب الله تَعَالَى فَقلت فِي نَفسِي ليكلمنه اللَّيْلَة بِكَلَام من قلب تَقِيّ فَقَالَ الرشيد خُذ لما جئْنَاك لَهُ يَرْحَمك الله فَقَالَ يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ إِن عمر بن عبد الْعَزِيز رَضِي الله عَنهُ لما ولى الْخلَافَة دَعَا سَالم بن عبد الله بن عمر وَمُحَمّد بن كَعْب الْقرظِيّ ورجاء بن حَيْوَة وَقَالَ لَهُم إِنِّي قد ابْتليت بِهَذَا الْبلَاء فأشيروا على مَا أصنع فعد الْخلَافَة بلَاء وانت وَأَصْحَابك تعدونها نعْمَة
فَقَالَ لَهُ سَالم بن عبد الله إِن أردْت النجَاة من عَذَاب الله عز وَجل فَصم عَن الدُّنْيَا وَليكن إفطارك مِنْهَا الْمَوْت وَقَالَ لَهُ مُحَمَّد بن كَعْب إِن أردْت