يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ إِن الَّذِي لين لَك قُلُوب الْأمة حَتَّى ولاك أُمُورهم لقرابتك من نبيه ص = لحقيق أَن يقوم لَهُم فيهم بِالْحَقِّ وَأَن يكون بِالْقِسْطِ فيهم قَائِما ولعوراتهم ساترا فَلَا تغلق عَلَيْك دونهم الْأَبْوَاب وَلَا تقيم عَلَيْك دونهم الْحجاب وابتهج بِالنعْمَةِ عِنْدهم وابتئس لما أَصَابَهُم من مَكْرُوه يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ لقد كنت فِي شغل شاغل من خَاصَّة نَفسك عَن عَامَّة النَّاس الَّذين أَصبَحت تملك أحمرهم وأسودهم مسلمهم وكافرهم وكل لَهُ عَلَيْك نصيب من الْعدْل فَكيف بك إِذا بَعثك الله يَوْم القيامه وَلَيْسَ مِنْهُم أحد إِلَّا وَهُوَ يشكو بلية أدخلتها عَلَيْهِ أوظلامة سقتها إِلَيْهِ يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ حَدثنِي مَكْحُول قَالَ كَانَت بيد رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم جَرِيدَة يستاك بهَا ويروع بهَا الْمُنَافِقين فَأَتَاهُ جِبْرِيل عَلَيْهِ السَّلَام فَقَالَ يَا مُحَمَّد مَا هَذِه الجريدة الَّتِي كسرت بهَا قُلُوب أمتك وملأت قُلُوبهم بهَا رعْبًا فَكيف بِمن شقق أستارهم وَسَفك دِمَاءَهُمْ وَخرب دِيَارهمْ وَأخذ أَمْوَالهم وأجلاهم عَن بِلَادهمْ وأذاقهم الْخَوْف يَا أَمِير