نَفسه والمطبوع على الشَّرّ غير تَارِك لطباعه لِأَنَّهَا أملك بِهِ فَيكون الْملك مَعَه على خطر وَلَا يطْمع الْملك فِي استصلاحهما ونقلهما عَن طباعهما فَإِنَّهُمَا بِمَنْزِلَة القرد الَّذِي يطعم الدسم والحلاوة ليسمن جِسْمه وَيحسن وَجهه فَهُوَ وَإِن سمن جِسْمه لَا يزْدَاد وَجهه إِلَّا قبحا

وَمَتى كَانَ الْملك يضْبط أُمُوره ويصول على عدوه بِقوم لَيْسَ مِنْهُم على ثِقَة من رأى وَلَا حفاظ فَهُوَ مِنْهُم على أعظم خطر حَتَّى يحملهم إِن اسْتَطَاعَ على الرَّأْي وَالْأَدب الَّذِي بِمثلِهِ تكون الثِّقَة أَو يسْتَبْدل بهم وَلَا يغرنه مِنْهُم قوته بهم على غَيرهم فَإِنَّمَا هُوَ كراكب الْأسد الَّذِي يهابه من ينظر إِلَيْهِ وَهُوَ لمركبه أهيب

وَمَتى أسرف الْملك فِي توسعة الأرزاق على جنده أبطرهم وَمَتى ضيق عَلَيْهِم أحقدهم فَيكون فِي هَاتين الْحَالَتَيْنِ معرضًا للهلاك

طور بواسطة نورين ميديا © 2015