سائقان إِلَى الهلكة فَقَالَ الْملك مَا أهديت لي هَدِيَّة أَنْفَع من هَذِه الْهَدِيَّة
وَمَتى صنع الْملك بخطأ الرَّأْي شَيْئا فَأصَاب فِيهِ فَلَا يعاودنه ثَانِيًا طَمَعا فِيمَا ناله أَولا فَإِن من وطىء حَيَّة فنجا مِنْهَا جدير أَن لَا يتَعَرَّض لَهَا بِالْوَطْءِ مرّة أُخْرَى
وَاعْلَم أَن كبار أعوان الْملك مَشَايِخ دولته الَّذين صحبوا أسلافه من الْمُلُوك لأَنهم وَإِن برأهم الزَّمَان بحده فقد بَقِي كرم جوهرهم ومحض مَوَدَّتهمْ فهم يزدادون فِي النصح اجْتِهَادًا وَفِي الْبُؤْس صبرا وجلادا وَمثلهمْ كَمثل دعائم الساج للبيت فَإِنَّهَا كلما مر عَلَيْهَا الزَّمَان ازدادت قُوَّة وصلابة حَتَّى أَن الأرضة لَو حاولت نقب عودهَا لم ينفذ عَملهَا فِيهَا فَيكون الْبَيْت بهَا أقوم وَأثبت
وَيَنْبَغِي للْملك أَن لَا يصحب فِي أعوانه كذابا وَلَا مطبوعا على شَرّ لِأَن الْكذَّاب إِذا حدث كذب وَإِذا حَدثهُ الْملك لم يصدقهُ لما يظنّ فِي