هَذَا الْأَمِير نزاعا شَدِيدا وَلَا بُد لي من ذَلِك فَهَل لَك أَن تُخبرنِي بِمَا ترَاهُ من الرَّأْي فِي تَدْبيره لهَذِهِ الخطوب الَّتِي دهمته حَتَّى أعرض ذَلِك الرَّأْي عَلَيْهِ وأتنفق بِهِ عِنْده فَلَعَلَّهُ أَن يكون سَببا لقربي مِنْهُ فَقَالَ الشَّيْخ إِن حِكْمَة الله تَعَالَى وعزته لتقضيان بحجب الْعُقُول والأراء عَن النّفُوذ فِي بعض النَّوَازِل وَإِنِّي لأَظُن أَن هَذِه النَّازِلَة الَّتِي نزلت بالخليفة من النَّوَازِل الَّتِي لَا ينفذ فِيهَا الرَّأْي وَإِنِّي أكره مَعَ ذَلِك أَن أرد مسألتك بالخيبة فها أَنا أَقُول لَك فِيمَا سَأَلتنِي عَنهُ قولا أَقْْضِي بِهِ حَقك وَإِن كَانَ الْخطب عَظِيما قَالَ عبد الْملك إِنِّي لأرجوا أَن يرشدك الله ويرشدني بك فَقَالَ الشَّيْخ إِن عبد الْملك خرج لمحاربة عبد الله بن الزبير فَظهر من مَشِيئَة الله تَعَالَى مَا صده عَن ذَلِك وَإِنِّي مشير عَلَيْك أَن تتفقد حَال عبد الْملك فَإِن رَأَيْته قد قصد عبد الله بن الزبير فَاعْلَم أَنه مخذول لامحالة لِأَنَّهُ لج فِي طلب مَا منع مِنْهُ وَإِن رَأَيْته رَجَعَ من حَيْثُ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015