فَسلم عَلَيْهِ عبد الْملك ثمَّ قَالَ لَهُ أَيهَا الشَّيْخ أَلَك علم بمنزل هَذَا الْعَسْكَر فَقَالَ بَلغنِي أَنهم نزلُوا بِأَرْض كَذَا وَكَذَا قَالَ فَهَل بلغك شَيْء مِمَّا يَقُول النَّاس فِي أَمر الْخَلِيفَة قَالَ فَمَا سؤالك عَن ذَلِك قَالَ لِأَنِّي أُرِيد اللحاق بِهِ وَالدُّخُول عَلَيْهِ وَقد سَمِعت أَن عَمْرو بن سعيد قد خَالفه إِلَى دمشق وَاسْتولى عَلَيْهَا فَقَالَ الشَّيْخ إِنِّي أَرَاك أديبا وأحسبك حسيبا فَهَل تحب أَن أنصح لَك قَالَ نعم أَيهَا الشَّيْخ قَالَ يَنْبَغِي لَك أَن تصرف نَفسك عَن هَذَا الْأَمر الَّذِي ترغب إِلَيْهِ فَإِن الْأَمِير الَّذِي أَنْت قاصده قد انْحَلَّت عرى ملكه وَقد نابذه أَتْبَاعه واضطربت أُمُوره

وَإِن السُّلْطَان فِي حَال اضْطِرَاب أُمُوره كالبحر فِي حَال هيجه لاينبغي أَن يقرب أحد مِنْهُ فَقَالَ لَهُ عبد الْملك إِن الحنكة لم تبلغ بِي فِي مغالبة نَفسِي فِي كل مَا نزعت إِلَيْهِ وَإِنِّي أَجدهَا تنْزع إِلَى صُحْبَة

طور بواسطة نورين ميديا © 2015