مبادرا إِلَى بَاب قصر الْملك خاقَان فَقَالَ لبَعض ثقاته إِن عِنْدِي نصيحة نَخَاف فَوتهَا فَأدْخلهُ على خاقَان فِي الْحَال فَسَأَلَهُ عَن نصيحته فَقَالَ إِنِّي قصدت الْملك بتحفة لَا تصلح إِلَّا لَهُ فَسَأَلت الْوَزير فلَان أَن يوصلها إِلَى الْملك فاستأثر بهَا واعتدى وبذل مَالا كثيرا على كتمان ذَلِك فَلم أفعل قَالَ مَا هَذِه التُّحْفَة قَالَ هِيَ جَارِيَة صفتهَا كَذَا وَكَذَا فَأرْسل خاقَان من فوره رجَالًا من ذَوي النّسك فِي دينه وَأمرهمْ بالهجوم عَلَيْهِ وَحفظ الْحَال الَّتِي يرونه عَلَيْهَا والإتيان بِهِ وبالجارية محجوبة عَن الْأَبْصَار فَفَعَلُوا ذَلِك وَقَالُوا إِنَّهُم أبصروها بَين يَدَيْهِ جالسة متجردة فَسَأَلَهَا خاقَان عَمَّا نَالَ مِنْهَا فَقَالَت عانقني وقبلني وجردني وَنظر إِلَى سَائِر بدني وهم أَن يفتضني فهجم هَؤُلَاءِ الْقَوْم عَلَيْهِ فَأمر خاقَان أَن تقطع يَدَاهُ وتقلع عَيناهُ وَيقطع لِسَانه وشفتاه فَفَعَلُوا ذَلِك بالوزير ثمَّ إِن خاقَان خلا بالجارية وسألها أبكر هِيَ أم ثيب