قَالَ ثمَّ إِن التَّاجِر قصد بهَا بِلَاد التّرْك حَتَّى حل بِمَدِينَة خاقَان فقصده إِلَى الْوَزير السَّاعِي إِلَيْهِ فِي المكيدة لبهرام فأهدى إِلَيْهِ هَدَايَا نفيسة وتنفق عِنْده بالتحف إِلَى أَن أنس بِهِ الْوَزير وخف على قلبه فَلبث عِنْده عَاما ثمَّ إِنَّه قَالَ لَهُ إِنَّنِي أحببتك أَيهَا الْوَزير حبا شَدِيدا ولي عَام أنازع نَفسِي فِي إتحافك بتحفة لم يظفر أحد بِمِثْلِهَا وَكَانَت نَفسِي تضن بهَا ثمَّ قد سمحت بإيثارك فَقَالَ وَمَا هَذِه التُّحْفَة قَالَ جَارِيَة طولهَا سِتَّة أَذْرع وشعرها يتسحب على مواطىء قدميها كَأَنَّمَا كسا جلدهَا قشور الدّرّ قَالَ فَلَمَّا سمع الْوَزير الصّفة استفزه الْهوى إِلَيْهَا وَجعل يتقاضاه بإحضارها فَلَمَّا أحضرها وَوَقع بَصَره عَلَيْهَا لم يملك نَفسه أَن وثب عَلَيْهَا فعانقها وَضمّهَا وَقبلهَا ثمَّ الْتفت إِلَى سَيِّدهَا وَقَالَ لَهُ سل مَا سئت واحتكم فَقَالَ حكمي الْقرب مِنْك والحضور عنْدك قَالَ هَذَا لَك وَخذ من المَال مَا شِئْت قَالَ لَا حَاجَة لي فِيهِ ثمَّ خرج من عِنْده

طور بواسطة نورين ميديا © 2015