وَقَالَ بعض الْحُكَمَاء من رَضِي أَن يمدح بِمَا لَيْسَ فِيهِ فقد أعَان الساخر مِنْهُ
وَقَالَ بعض الْعلمَاء قبح باللبيب أَن يعجب بِنَفسِهِ عِنْد مدح المادح أَو يغْضب عِنْد سَماع قدح القادح قبل أَن يتفقد أَعماله وَيعلم مَا عَلَيْهِ وَمَا لَهُ وَلَا يتْرك النِّسَاء أفضل مِنْهُ فَإِن إِحْدَاهُنَّ إِذا وصف وَجههَا بِمَا تحب أَو تكره امتحنت ذَلِك بالاطلاع فِي الْمرْآة
وَكَذَلِكَ يَنْبَغِي للعاقل أَن يمْتَحن أَحْوَاله بِأَن يكل نَفسه إِلَى غَيره من أهل الثِّقَة وَالْأَمَانَة وَالْأَدب والديانة فِي اختبار محاسنه ومساويه وعيوب نَفسه الَّتِي فِيهِ ويستنصحهم فِي ذَلِك فَإِن الْإِنْسَان قد يخفى عَلَيْهِ عيب نَفسه لاستيلاء الْهوى على عقله فَإِذا أزاح عَن نَفسه ذَلِك فقد نَالَ غَايَة الشّرف بانعطاف الْقُلُوب عَلَيْهِ وميلها إِلَيْهِ