يشْتَد عدوا حَتَّى وقف بِبَاب الْملك وَقد تهيبه النَّاس فَلم يجترىء اُحْدُ عَلَيْهِ وَقد نفرت مِنْهُ الْخَيل فَلَا تقرب مِنْهُ فَلَمَّا سمع ذَلِك يزدجرد خرج من قصره فَنظر الى الْفرس قَائِما فَرَأى منْظرًا عجيبا فَدَنَا مِنْهُ فخضع لَهُ الْفرس فخامره الْإِعْجَاب بِنَفسِهِ فمسك بناصيته فَمسح وَجهه ثمَّ أَمر بإسراجه وإلجامه ثمَّ اسْتَدَارَ بِهِ وَمسح كفله فرمحه رمحة خر مِنْهَا مَيتا وَقيل بل رَكبه وحركه فَجمع بِهِ وَسبق الْأَبْصَار عدوا حَتَّى أَتَى الْبَحْر فاقتحمه بِهِ فَكَانَ ذَلِك آخر مَا علم من خَبره
وَقد يعلم قبح الْجور وعقلا وَشرعا فَيجب اجتنابه والورع عَنهُ لما فِيهِ من اختلال الرّعية واضطراب الدولة وخراب الْبِلَاد وَعَذَاب الْآخِرَة