الْخَامِس الإستحياء من الله تَعَالَى وَمن الْحَاضِرين ان يُجيب السَّفِيه بِسَفَه مثله
وَيَنْبَغِي للْملك ان يعرض على نَفسه هَذِه الْأَسْبَاب عِنْد هيجان الْغَضَب ليجلب إِلَيْهِ الْحلم وَاحِدًا مِنْهَا
وَاعْلَم أَن الْحلم لَيْسَ بمحمود فِي كل المواطن لِأَنَّهُ قد يطْرَأ على الْملك من الْأُمُور مايكون الْحلم مَعهَا مفْسدَة والتراخي عَنْهَا مضرَّة لِأَن الرّعية على قسمَيْنِ قسم لَا يخْشَى فسادهم وَلَا يضرّهُ مَا صدر عَنْهُم فإطراح الْملك لَهُم والترفع عَن مجازاتهم أليق والاستهانة بهم أصون وَقسم لَا يُمكن للْملك إهمال أَمرهم وإطراح جانبهم إِمَّا لخوف شرهم أَو للُزُوم أَمرهم فردعهم بالأفعال الزاجرة أولى للْملك من الْحلم عَنْهُم حَتَّى لَا يزدادون بالحلم شرا وتمردا