وَقَالَ بعض حكماء الْعَرَب مَا ميز الرجل بَين صَبر وجزع إِلَّا وجدهما متفاوتين الصَّبْر حسن الْعَلَانِيَة مَحْمُود الْعَاقِبَة والجزع غير معوض شَيْئا وَلَو كَانَ فِي صُورَة لَكَانَ الصَّبْر أولاهما بالغلبة بِحسن الْخلقَة وكرم الطبيعة
وَقَالَ بعض الْحُكَمَاء الْحَوَادِث النَّازِلَة نَوْعَانِ أَحدهمَا لَا حِيلَة فِيهِ فَدفعهُ بِالصبرِ الدَّائِم والإعراض عَنهُ الثَّانِي يُمكن فِيهِ الْحِيلَة فَدفعهُ بِالصبرِ عَنهُ إِلَى حِين نُفُوذ الْحِيلَة فِيهِ
وَقَالَ بعض الْفُضَلَاء
(من يمتطي الصَّبْر يضع رجله ... فِي ساحة الرَّاحَة واليسر)
(الصَّبْر يمن وَبِه للفتى ... صِيَانة النَّفس عَن الْغدر)
وَقَالَ آخر
(إصبر إِذا تدهيك نائبة ... مَا خَابَ مُنْقَطع إِلَى الصَّبْر)
(فالصبر أولى مَا اعتصمت بِهِ ... ولنعم حَشْو جَوَانِب الصَّدْر)