تَعَالَى الْعلم وَالْملك جَمِيعًا
وَأوصى ملك من مُلُوك الْيمن ولي عَهده فَقَالَ اتَّقِ من فَوْقك يتقيك من تَحْتك وكما تحب أَن يفعل بك فافعل برعيتك وَانْظُر كل حسن فافعله واستكثر من مثله وكل قَبِيح فارفضه وبالنصحاء يستبين لَك ذَلِك وَخَيرهمْ أهل الدّين وَأهل النّظر فِي العواقب واستكثر من الْعلم فَإِنَّهُ أساس التَّدْبِير وَمَا لَيْسَ لَهُ أساس فمهدوم وَإِنَّمَا رَأَيْت الْمُلُوك تولي من ثَلَاثَة أُمُور فاحسم عَنْك وَاحِدًا وَأحكم اثْنَيْنِ وَهِي اتِّبَاع الْهوى وتولية من يسْتَحق وكشف أُمُور الرّعية فَإنَّك إِن ملكت هَوَاك