الباب عن سائر أئمة المسلمين أكثر من أن يحصى عُشره.
وبدون ما ذكرنا يُعلم اتفاق المسلمين على كراهة التشبه بأهل الكتاب والأعاجم في الجملة، وبالله المستعان، وعليه التكلان.
ومما يشبه هذا: الأمر بمخالفة الشياطين، كما روى مسلم أنه صلى الله عليه وسلم قال: لا يأكلن أحدكم بشماله، ولا يشرب بها، فإن الشيطان يأكل بشماله، ويشرب بها ونظائره كثيرة.
وقريب من هذا: مخالفة من لم يكمل دينه من الأعراب ونحوهم؛ لأن كمال الدين بالهجرة، فمن لم يهاجر من الأعراب ونحوهم ناقص، قال -تعالى-: الْأَعْرَابُ أَشَدُّ كُفْرًا وَنِفَاقًا الآية.
وقال صلى الله عليه وسلم: لا يغلبنكم الأعراب على اسم صلاتكم، ألا إنها العشاء، وهم يعتمون الإبل.
وقال: لا تغلبنكم الأعراب على اسم صلاتكم المغرب، قال: والأعراب تقول: هي العشاء.
فقد كره موافقة الأعراب في اسم المغرب والعشاء بالعشاء والعتمة، وهذا عند بعض علمائنا يقتضي كراهة هذا الاسم مطلقا، وعند بعضهم إنما يكره الإكثار منه حتى يغلب على الاسم الآخر، وهو المشهور عندنا.