أسألك وأتوجه إليك بنبيك محمد نبي الرحمة، يا محمد! يا نبي الله! إني أتوجه بك إلى ربك في حاجتي لتقضيها، اللهم فشفعه في" فدعا الله فرد عليه بصره.

والجواب عن هذا أن يقال:

أولا: لا ريب أن الله - تعالى - جعل على نفسه حقا لعباده المؤمنين، كما قال: وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ.

وفي الصحيحين أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لمعاذ بن جبل - وهو رديفه -: "يا معاذ أتدري ما حق الله على عباده"؟. قلت: الله ورسوله أعلم. قال: "حقه عليهم أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئا. أتدري ما حق العباد على الله إذا فعلوا ذلك؟ ". قلت: الله ورسوله أعلم. قال: "حقهم عليه أن لا يعذبهم".

فهذا حق وجب بكلماته التامة ووعده الصادق، واتفق العلماء على وجوب ما يجب بوعده الصادق، وتنازعوا هل يوجب الله بنفسه على نفسه ويحرم بنفسه على نفسه؟ على قولين.

وأما الإيجاب عليه بالقياس على خلقه، فهذا قول القدرية، وهو

طور بواسطة نورين ميديا © 2015