وأخيرا ونحن نودع المنهج الحركي للسيرة النبوية نود أن نؤكد الخطوة التالية:
1 - سمات هذا المنهج في عهديه ومراحله المتعددة منتزعة من واقع المرحلة وارتباط الحلقات بعضها ببعض بحيث تمثل في النهاية كلا متكاملا يمثل حقيقة المرحلة.
2 - قد تتكرر بعض السمات بين مرحلة وأخرى وتكرارها يعني ديمومة هذه السمة، وأنها تتجاوز المرحلية لتكون أصلية في خط السير كله أو جله.
3 - والهدف من عرض هذا المنهج الحركي هو أن تملك الحركة الإسلامية المعاصرة دليل عمل تسير على ضوئه وتبني خطتها على خطاه.
4 - ولكن هذا لا يعني ضرورة التوافق والتطابق بين مرحلية الحركة الإسلامية اليوم ومرحليتها في السيرة النبوية بل تعني في معظم الأحيان التشابه والتقارب وذلك لاختلاف الظروف والأشخاص والأشياء بين عالمنا اليوم وعالم الدعوة الأولى.
5 - وأهم ما أتمناه من خلال هذا المنهج هو أن يتمكن الدعاة في الحركة الإسلامية من التفريق بين الأسس الدائمة الثابتة وبين الخطوات المرحلية المتدرجة وأن لا يضعوا أحكام مرحلة اكتمال الدين وانتصار الإسلام، محل أحكام مرحلة العهد السري بفرعيه ولو أن الدعاة حين يفاجؤون بواقع معين يختارون الشبه المناسب من المرحلة المناسبة لكان في ظني المنهج قد حقق هدفه الذي كتب من أجله.
6 - وأؤكد للأخ القارىء الذي عشت معه في هذا السفر الطويل أن السمات والأحكام التي وصلت إليها هي أحكام ظنية قد يغلب أحيانا عليها المسحة الشخصية والاندفاعة العاطفية، وبالتالي فقد أخطىء في التشخيص أو الاستنتاج أو الحكم فما كان من توفيق فمن الله وما كان من خطأ فمن نفسي.
7 - وإني لأدعو الأخوة القائمين على الحركة الإسلامية أن يعيشوا هذه التجربة ويمدوني بصالح آرائهم وخلاصة تجاربهم لأتجاوز الخطأ إن كان ثمة خطأ لا شيء أجدى من الحوار في هذا المضمار