بين أبناء الأمة جميعا ورفع مستوى المرأة الثيب وزوجات الشهداء إلى المستوى الكريم اللائق بهن أنهن محط أنظار القيادة ولسن من المحرومات اللواتي انصرف النظر عنهن فقط لأنهن ثيبات.
إنها مسؤولية جسيمة يضطلع بها الدعاة وأخص بالذكر القيادات لوضع الزواج في وظيفته الاجتماعية العامة وجعل الكفاءة حقيقة من خلال الدين والخلق لا من خلال الجمال والحسب والبكارة ومن خلال مصلحة الإسلام العليا لا من خلال الرغبة الجنسية المحدودة.
والنظر إلى الزواج على أنه وسيلة هامة من وسائل الدعوة لا على أنه معيق من معيقاتها ولا بد أن تتدرب الأخوات المسلمات كذلك على هذه المعاني ويلجمن أهواءهن وأنانيتهن وغيرتهن وأمام مصلحة الإسلام وعقيدة الإسلام ومصلحة أخواتهن اللاتي لم يكن لهن من ذنب إلا أن فقدن أزواجهن في سبيل الله.
السمة الرابعة:
الصف الداخلي القوي من خلال صلح الحديبية
لئن كانت غزوة بني لحيان إرهاصا لابتداء المرحلة الجديدة. فلقد كانت عمرة الحديبية هي التنفيذ العملي البين لقوله عليه الصلاة والسلام (الآن نغزوهم ولا يغزونا) ولكن هذا الغزو لم يكن غزوا عسكريا بحتا. بل كان غزوا سلميا يهدف العمرة إلى البيت الحرام لكن لا يغيب عن ذهن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أبعاد هذه العمرة. وأنه قد يلقى مقاومة مسلحة. غير أن التحرك السياسي في الاتجاه الجيديد كان لا بد منه (وقد استنفر الأعراب ومن حوله من أهل البوادي ليخرجوا معه وهو يخشى من قريش الذي صنعوا - أن يعرضوا له بحرب أو يصدوه عن البيت-. فأبطأ عليه كثير من الأعراب. وخرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بمن معه من المهاجرين والأنصار ومن لحق به من العرب وساق معه الهدي، وأحرم بالعمرة ليأمن الناس على حربه وليعلم الناس أنه إنما خرج زائرا لهذا البيت ومعظما له .. وكان جابر بن عبد الله يقول كنا أصحاب الحديبية أربع عشرة مائة ..) (?).
ولن نستطيع دراسة صلح الحديبية من كل جوانبه. لكننا سنعالج هذا الجانب في هذه السمة ونرجىء الحديث عن الفتح المبين في السمة التالية.