الله بل نقسمه للمهاجرين ويكونون في دورنا كما كانوا. ونادته الأنصار: رضينا وسلمنا يا رسول الله. فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: اللهم ارحم الأنصار واأبناء الأنصار، وقسم ما أفاء الله عليه على المهاجرين دون الأنصار إلا رجلين كانا محتاجين سهل بن حنيف، وأبو دجانة سماك بن خرشة، وأعطى سعد بن معاذ سيف ابن أبي الحقيق وكان سيفا له ذكر (?).
40 - ثم كانت فضيحة المنافقين، وكشف خيانتهم وتواطئهم مع بني النضير على حرب المسلمين، وكشف جبنهم وكدرهم، إنهم أحقر من أن يواجهوا المسلمين وجها لوجه، وإن اليهود مثل المنافقين لا يقابلون المسلمين إلا وهم خلف حصوضهم {بأسهم بينهم شديد تحسبهم جميعا وقلوبهم شتى ذلك بأنهم قوم لا يعقلون} (?).
5 - ثم تأتي الفقرة الأخيرة من السورة عقيدة خالصة، وتسبيحا وتنزيها لله تعالى رب السموات والأرض، مع تذكير المؤمنين بحسن الإبانة، ودعوة المنافقين إلى التوبة. إنها آيات تبني عقيدة وتصورا، كما تبني نفوسا صادقة ممحضة الولاء له.
مع آيات الأحزاب في سورة الأحزاب
1 - لئن كانت المعركة قد استمر الحصار فيها للمسلمين بضعا وعشرين ليلة. فشتان ما بين الحصارين لقد انتهى حصار اليهود باستسلامهم وجلائهم أذلاء صاغرين عن المدينة. مخلفين وراءهم بيوتهم وأرضهم غنيمة للمؤمنين. بينما انتهى حصار قريش وغطفان لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - وللمؤمنين بالفشل الذريع لقريش وغطفان، ولخص القرآن الكريم المعركة كلها بآية واحدة: {يا أيها الذين آمنوا اذكروا نعمة الله عليكم إذ جاءتكم جنود فأرسلنا عليهم ريحا وجنودا لم تروها وكان الله بما تعملون بصيرا}.