الله به وهدانا له، فقال عبد الله بن أبي حين رأى من خلاف قومه ما قد رأى:
متى ما يكن مولاك خصمك لا تزل ... تذل ويصرعك الذي لا يصارع
وهل ينهض البازي بغير جناحه ... وإن جذ يوما ريشه فهو واقع (?)
وفي رواية أنه قال له (?): أبعد عنا نتن حمارك.
فشخصية عبد الله بن أبي إذن هي المؤهلة للمواجهة والحرب في المدينة. أما اليهود فقد كانوا أذكى من ابن أبي وهم يرون الكثرة من أهل يثرب مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. وكان من تخطيطهم أن يتم إنهاء محمد رسول الله على يد هذا التجمع الوثني دون أن يفقدوا مالا أو نفسا.
ووجد ابن أبي الفرصة سانحة ليهيج العواطف ضد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وصحبه من جماعته المتواطئين معه على وثنيته. ولا يتم له ذلك إلا بتجسيم الخطر المحيق بهم من جراء تهديدات قريش، وأكد لهم أن القضية قضية فناء أو بقاء، ولا قرار ولا استقرار لهم إلا بطرد المسلمين وقتالهم. ومن أجل ذلك أعادوا تنظيمهم، وشكلوا القوة المكافئة ومضوا لقتال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - والمسلمين.
وهذه هي العناصر الثلاثة التي حدت بهذا التجمع لحرب المسلمين:
1 - الحقد والضغينة على فوات المنصب والمركز لقيادة يثرب.
2 - خلاف العقيدة والإصرار على الوثنية.
3 - الدفع الخارجي والتهديد بالخطر من قريش، والتآمر الداخلي من اليهود.
وهذه العناصر موجودة في كل وقت، ويحتمل أن تواجه بها الحركة الإسلامية وتعد لهذا الموقف عدته.
وفي مثل هذه الظروف تكون الريح مع أعداء المسلمين، تماما كما يفعل اليوم الطواغيت حين يهددون الشعب الآمن بذبحه إن آوى المجاهدين، بل