ولم يكن المسجد موضعا لأداء الصلوات فحسب، بل كان جامعة يتلقى فيها المسلمون تعاليم الإسلام وتوجيهاته، ومنتدى تلتقي وتتآلف فيه العناصر القبلية المختلفة التي طالما نافرت بينها النزعات الجاهلية وحروبها، وقاعدة لإدارة جميع الشؤون وبث الانطلاقات، وبرلمانا لعقد المجالس الاستشارية والتنفيذية. وكان مع هذا كله دارا يسكن فيها عدد كبير من فقراء المهاجرين اللاجئين الذين لم يكن لهم دار ولا مال ولا أهل ولا بنون.

ب - إعلان الأذان:

(.. فبينا هم على ذلك إذ رأى عبد الله بن زيد .. النداء. فأتى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال له: يا رسول الله. إنه طاف في هذه الليلة طائف. مر بي رجل عليه ثوبان أخضران، يحمل ناقوسا في يده. فقلت له: يا عبد الله أتبيع هذا الناقوس؟ قال: وما تصنع به؟. قلت: ندعو به إلى الصلاة. قال: أفلا أدلك على خير من ذلك؟ قلت: وما هو؟ قال: تقول: الله أكبر الله أكبر ... فلما أخبر بها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: إنها لرؤيا حق إن شاء الله فقم مع بلال فألقها عليه فليؤذن بها فإنه أندى صوتا منك. فلما أذن بها بلال سمعها عمر بن الخطاب وهو في بيته، فخرج إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يجر رداءه، وهو يقول: يا نبي الله، والذي بعثك بالحق لقد رأيت مثل الذي رأى. فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: فلله الحمد على ذلك (?).

ج - الحكم الإسلامي:

ونلاحظ ميزات هذا الحكم وإعلانه من بعض مقتطفات من ميثاق المدينة:

1 - بسم الله الرحمن الرحيم، هذا كتاب من محمد النبي بين المؤمنين والمسلمين من قريش ويثرب ومن تبعهم فلحق بهم، وجاهد معهم إنهم أمة من دون الناس ...

2 - وإنكم مهما اختلفتم فيه من شيء فإن مرده إلى الله عز وجل وإلى محمد - صلى الله عليه وسلم -.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015