إلى حين وقعة بدر، فلما أنزل الله عز وجل {وأولو الأرحام بعضهم أولى ببعض (?)} رد التوارث دون عقد الأخوة.
وروى البخاري عن أبي هريرة قال: قال الأنصار للنبي - صلى الله عليه وسلم -: اقسم بيننا وبين إخواننا النخيل. قال: لا، فقالوا: تكفونا المؤونة ونشرككم في الثمرة قالوا: سمعنا وأطعنا (?)).
السمة الثالثة
إعلان إسلامية الدولة
أ - بناء المسجد:
يقول المباركفوري: وأول خطوة خطاها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بعد ذلك هو إقامة المسجد النبوي ففي المكان الذي بركت فيه ناقته أمر ببناء المسجد، واشتراه من غلامين يتيمين كانا يملكانه، وساهم في بنائه نفسه، فكان ينقل اللبن والحجارة ويقول:
هذي الحمال لا حمال خيبر ... هذا أبر ربنا وأطهر
وكان ذلك مما يزيد نشاط الصحابة في البناء حتى أن أحدهم ليقول:
لئن قعدنا والنبي يعمل ... لذاك منا العمل المضلل
وكان في ذلك المكان قبور المشركين، وكان فيه خرب ونخل وشجرة من غرقد فأمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بقبور المشركين فنبشت، وبالخرب فسويت، وبالنخل والشجرة فقطعت، وصفت في قبلة المسجد وكانت القبلة إلى بيت المقدس وجعلت عضادتاه من الحجارة، وأقيمت حيطانه من اللبن والطين، وجعل سقفه من جريد النخل، وعمده الجذوع، وفرشت أرضه من الرمال والحصباء، وجعلت له ثلاثة أبواب، وطوله مما يلي القبلة إلى مؤخره مائة ذراع، والجانب مثل ذلك أو دونه. وكان أساسه قريبا من ثلاثة أذرع.