والاتهام في وعيها على أقل الأحوال، ليصل الاتهام إلى دينها في أغلب الأحوال.

س - قصة أم معبد:

والذي يعنينا من قصة أم معبد بعد المعجزة الربانية الباهرة أنها كانت على بعض الروايات سببا في ملاحقة النبي - صلى الله عليه وسلم - والركب منه. وعلى الأقل كانت هذه الضيافة بشكل عام قد حددت مكان السير. إذ تذكر الرواية عن أسماء رضي الله عنها: (حين أقبل رجل من الجن من أسفل مكة، يتغنى بأبيات من شعر غناء العرب وإن الناس يتبعونه يسمعون صوته ما يرونه حتى خرج من أعلى مكة وهو يقول:

جزى الله رب الناس خير جزائه ... رفيقين حلا خيمتي أم معبد

ما نزلا بالبر ثم تروحا ... فأفلح من أمسى رفيق محمد

ليهن بني كعب مكان فتاتهم ... ومقعدها للمؤمنين بمرصد

ومع ذلك فلم يكن لهذا الأمر ما يثير الغبار حول كشف المخطط أو مكان السير وطريقه. وقصدنا من هذه الملاحظة التأكيد على أن ما يتم فوق الطاقة البشربة من كشف لجانب من جوانب الخطة. كما جرى حين وصل الركب إلى الغار، وكما جرى حين وصل سراقة لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وكما جرى مع هاتف الجن، هذه أمور ربانية يهيئها الله تعالى لدعوته. قد تكون قوة لهؤلاء الدعاة، وقد تكون كشفا لهم وامتحانا عسيرا لتمحيص صفهم. ففي أحد أعلمنا الله تعالى حكمه وحكمته بقوله جل وعلا: {إن يمسسكم قرح فقد مس القوم قرح مثله وتلك الأيام نداولها بين الناس وليعلم الله الذين آمنوا ويتخذ منكم شهداء والله لا يحب الظالمين وليمحص الله الذين آمنوا ويمحق الكافرين (?)}.

فبالرغم من أن السرية التامة كانت على الجميع حتى من العصبة المسلمة ما عدا من اشترك فيها (عائشة وأسماء وأبو بكر وابن أريقط فهيرة

طور بواسطة نورين ميديا © 2015