الطاقات غير الإسلامية للحركة الإسلامية تجد نفسها مضطرة للاستفادة من هذه الطاقات.

ل - متابعة التمويه:

(.. فيلقى الرجل أبا بكر فيقول: من هذا الرجل الذي بين يديك؟ فيقول: هذا الرجل يهديني الطريق، فيحسب الحاسب أنه يعني به الطريق، وإنما يعني به سبيل الخير (?)). وطالما أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مع أبي بكر هو الهدف لقريش. وقد أعلن عن وضع مائة ناقة لمن يعثر عليه ويحضره، ومائة ناقة ثروة ضخمة للعربي الصعلوك الذي لا يجد قوته. فسوف تتسامع العرب بخبره وتحاول الظفر به، وتقدير هذه الصورة دفع أبا بكر رضي الله عنه أن يتبع هذا السبيل. فيوحي للسائل أن أبا بكر دليله على الطريق. وبذلك ينتفي الاتهام الذي يحوم حول أحدهما أن يكون صاحب قريش. إن الدعاة إلى الله لا بد أن يكونوا على قدر من الوعي والنباهة وحضور البديهة وحدة الذاكرة ما يجعلهم قادرين على خداع عدوهم والإفلات من يديه دون أن يستعمل أسلوب الكذب الصراح إلا عند الضرورة. أما الأصل، ففي الكناية والمجاز متسع لهم لتحقيق هذه الغاية، وكما يقول عليه الصلاة والسلام وهو يخط مبدأ من مبادىء التعامل مع العدو الصديق: (إن في المعاريض لمندوحة عن الكذب (?)).

م - الطريق إلى اليمن:

(.. وأول ما سلك بهما بعد الخروج من الغار أنه أمعن باتجاه الجنوب نحو اليمن، ثم اتجه غربا نحو الساحل). ولم يكتف رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بالإقامة. ثلاث ليالي في الغار بل سار بهم الدليل بعيدا عن الأنظار باتجاه اليمن، ثم انحرف إلى طريق المدينة (حتى إذا وصل إلى طريق لم يألفه الناس اتجه شمالا على مقربة من شاطىء البحر الأحمر. فحتى الطرق الفرعية التي يمكن أن تقود إلى طريق المدينة اختارها ابن أريقط غير مأهولة، وغير مألوفة للناس

طور بواسطة نورين ميديا © 2015