وأسماء وعبد الله - صلى الله عليه وسلم - وميا يأتيان إلى الغار، فكان غنم عامر بن فهيرة هو الذي يأتي على آثار أقدامهما فيعفي الأثر، ويزيل الاحتمال.

والشباب المجاهدون في القواعد، والمختبئون فيها لهم في هذا الدرس بكل جزئياته، ما يدفعهم إلى التعرف على كل وسائل السرية المطلوبة وفقدان عنصر واحد من هذه العناصر يجعل القاعدة معرضة للكشف من العدو.

ط - الاستمرار ثلاثة أيام:

(فأقام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في الغار ثلاثا ومعه أبو بكر لأن الخروج إلى أي مكان في الأيام الأولى يجعلهما عرضة للوقوع في قبضة العدو. كما أن المدة الزمنية هذه كانت مرتبطة ارتباطا وثيقا في المعلومات المقدمة من عبد الله بن أبي بكر عن خفة الطلب عليهما. كما أن الاستقرار أكثر قد يلفت النظر من الآخرين حين يتكرر المرور عليهما من أسماء وعبد الله كل يوم.

ي - الإرادة الربانية تتدخل:

في رواية للإمام أحمد عن أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنها قالت: فهيأنا لهم سفرة ... وخرجوا يطوفون في جبال مكة حتى انتهوا إلى الجبل الذي هما فيه فقال أبو بكر لرجل مواجه الغار: يا رسول الله إنه ليرانا. فقال: كلا أن ملائكة تسترنا بأجنحتها). فجلس ذلك الرجل فبال مواجه الغار فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: لو كان يرانا ما فعل هذا (?)).

وفي رواية البخاري: (.. فقلت: يا نبي الله لو أن بعضهم طأطأ بصره رآنا. قال: اسكت يا أبا بكر، اثنان الله ثالثهما ..). (?) وبالرغم من كل الجهد البشري في التمويه والإخفاء والسرية فلقد وصلت قريش إلى مكان اختفاء رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، والظاهر من رواية أسماء أنهم كانوا يبحثون في كل جبال مكة عنهما، ولعل ذلك من وشاية أو توقع. واحتمال وصول قريش عن طريق تتبع الأثر هو احتمال ضعيف، أو ضعف في الخطة نفسها. لكن الذي نود قوله:

طور بواسطة نورين ميديا © 2015