الخروج من مخرج سري بعيد عن المراقبة يعني ضرورة المحافظة الدائمة على السرية ووضع الاحتمالات الكثيرة لتخطيط العدو ومراقبته.

د - الاتجاه إلى الغار:

(... ثم عمدا إلى غار بثور فدخلاه ... (?)). وإذا توقعنا تخطيط مكة للقضاء على رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. فسوف يكون طريق المدينة مرصودا من عدد غفير من الفرسان حتى يحال دون وصوله إليها. إن التفكير البشري سينصب طبيعيا على رصده لأنه هو هدف الرسول - صلى الله عليه وسلم -، وفي القبض عليه إنهاء للمعركة كاملة معه. فاتجاه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى الغار فوت على العدو مخططه وأحبطه، وفوت عليه القبض عليه.

هـ - الغار على غير طريق المدينة:

وتبدو عظمة التخطيط أكثر حين نعلم أن غار ثور في جنوب مكة وليس على طريق المدينة حيث احتمالات الرصد. وكما يقول المباركفوري: (ولما كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يعلم أن قريشا ستجد في الطلب، وأن الطريق الذي ستتجه إليه الأنظار لأول وهلة هو طريق المدينة الرئيسي المتجه شمالا فقد سلك الطريق الذي يضاده تماما وهو الطريق الواقع جنوب مكة، والمتجه نحو اليمين، سلك هذا الطريق نحو خمسة أميال حتى بلغ إلى جبل يعرف بجبل ثور. وهذا جبل شامخ، وعر الطريق، صعب المرتقى، ذو أحجار كثيرة، فحفيت قدما رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (?)).

و- المخابرات في مكة:

(وأمر أبو بكر ابنه عبد الله بن أبي بكر أن يتسمع ما يقول الناس فيهما نهاره، ثم يأتيهما إذا أمسى بما يكون في ذلك اليوم من الخبر .. (?)). فلا يكفي بقاء المصطفى - صلى الله عليه وسلم - وصاحبه أبي بكر في الغار مدة معينة، ثم ينطلقان حسب التقدير إلى المدينة، لا بد من التعرف مباشرة على كل أسرار العدو

طور بواسطة نورين ميديا © 2015