الاحتياط البشري الذي يملكه. وفي الوقت الذي أعمى الله تعالى عنه الأبصار أثناء خروجه، وسلط عليها النوم حتى خرج من بين أيديهم. شاءت إرادته تعالى أن يتم لقاء رسول الله مع الراكب القادم، وأن ينبه العدو إلى خروجه.

لكن الله تعالى حرس نبيه عليه الصلاة والسلام لا بمعجزة، ولكن بعالم الأسباب في تخطيط البشر.

وما أحوجنا إلى أن ندرك واجبنا في الإعداد لمواجهة العدو رغم اعتمادنا الأول والأخير على الله تعالى. لا أن نحيل تقصيرنا وضعفنا وتهاوننا على القدر، ونتوجع على عدم نصر الله تعالى لنا، ونحن المسؤولون عن ذلك.

ب - الخروج في النهار:

(قالت عائشة: كان لا يخطىء رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن يأتي بيت أبي بكر أحد طرفي النهار، إما بكرة وإما عشية - حتى إذا كان اليوم الذي أذن فيه لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - في الهجرة والخروج من مكة من بين ظهري قومه. أتانا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بالهاجرة في ساعة كان لا يأتي فيها (?)).

إذ أن هذه الساعة بالنسبة للناس ساعة القيلولة، وقلما يوجد إنسان في مكة خارج بيته، خاصة إذا عرفنا أن الخروج كان في أوائل أيلول. في آخر شهر من أشهر الصيف كما حققه العلامة المباركفوري. فهذا الخروج هو أضمن ما يكون للسرية وأضمن أن يخفى عن العيون.

ج - الخروج من الكوة:

(... فخرجا من خوخة لأبي بكر في ظهر بيته (?) ...) .. إذ قد يكون بيت أبي بكر مراقبا، وهو احتمال كبير بعد أن فات رسول الله المشركون.

وإذا كانت المراقبة قائمة من بيت مجاور أو من مكان فيه ظل بعيد عن الأنظار فستكون المراقبة لباب البيت بالذات يرصد فيه الداخلون والخارجون. وفي

طور بواسطة نورين ميديا © 2015