ينقسم التشبيه باعتبار الوجه أيضًا إلى قسمين: مفصل، ومجمل. فالمفصل: ما صرح فيه بذكر وجه الشبه على طريقته1 كما تقول: طبع فؤاد كالنسيم رقة أو في رقته، ويده كالبحر سخاء أو في سخائه، وكلامه كالدر حسنًا أو في حسنه، وقوامه كالسيف استقامة أو في استقامته، فكل هذه المثل من قبيل التشبيه المفصل للتصريح فيها بذكر الوجه كما رأيت.
ومن قبيل المفصل قولهم في تشبيه الكلام السهل، الخفيف على السمع: "ألفاظه كالعسل في الحلاوة" وفي تشبيه الحجة الواضحة: "حجة كالشمس في الظهور" فوجه الشبه في المثالين مذكور "كما ترى" وهو قائم بالطرفين، غير أنه في المشبه تخييلي، وفي المشبه به تحقيقي, وقد سبق الكلام فيه2.
والمجمل: ما لم يصرح فيه بذكر وجه الشبه على طريقته, وهو نوعان:
1- ظاهر يستوي في إدراكه العامة والخاصة, كتشبيه الشعر بالفحم والقد بالغصن والوجه بالبدر, فأوجه الشبه في هذه المثل من الوضوح، بحيث لا تحتاج إلى إعمال فكر.